aldoha magazine N 75 | Page 19

‫مــن جهتهــا، الصحافيــة ابتســام اغفيــر‬ ‫رئيســة تحريــر جريــدة «الشــارع» وهــي‬ ‫مــن الصحــف الخاصــة التــي تأسســت‬ ‫َّ‬ ‫بعــد ثــورة فبرايــر تقــول: «ال أرى وجهــة‬ ‫محــددة لإلعــام فــي ليبيــا خــال هــذه‬ ‫َّ‬ ‫الفتــرة، فمــازال اإلعــام يتخبــط ويتنقــل‬ ‫َّ‬ ‫فــي موجــات تعلــو وتهبــط». وتضيــف:‬ ‫«إذا كنــا نــود الحديــث عــن الحياديــة‬ ‫ّ‬ ‫والموضوعيــة فإننــا نقــول عليهمــا‬ ‫الســام. وهــي ظاهــرة ليســت ليبيــة‬ ‫بحتــة، وقــد كــررت هــذا القــول فــي أكثــر‬ ‫مــن مناســبة. العالــم كلــه أصبــح يتخــذ‬ ‫ّ‬ ‫مــن اإلعــام منبــرًا لــه، فظهــر إعــام‬ ‫األحــزاب وإعــام رجــال األعمــال واإلعــام‬ ‫الخــاص بجماعــات دينيــة معينــة. يعنــي‬ ‫أصبحــت وســائل اإلعــام التــي ال تخضــع‬ ‫ألي نمــط ممــا ذكــر (أي تلــك المحايــدة‬ ‫والمســتقلة) محكومــا عليهــا بالمــوت».‬ ‫ً‬ ‫أمــا الكاتــب والمترجــم: د.عطيــة‬ ‫األوجلــي وهــو أول وزيــر ثقافــة فــي‬ ‫المجلــس االنتقالــي الليبــي الــذي تأســس‬ ‫َّ‬ ‫بعــد شــهرين مــن انــدالع ثــورة فبرايــر‬ ‫فيشــخص مــا يعيشــه اإلعــام فــي ليبيــا‬ ‫حاليــا بقولــه:‬ ‫ً‬ ‫«فــي حقيقــة األمــر لــم نــرث مــن النظام‬ ‫الســابق إعالمــا بالمعنــى المتعــارف‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫عليــه.. كان لإلعــام وظيفــة واحــدة‬ ‫فقــط: التهليــل والتمجيــد لنظــام القذافــي‬ ‫ليــا نهــاراً. كان األمــر محزنــا ألننــا فــي‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ليبيــا كنــا قــد بدأنــا أيــام المملكــة( قبــل‬ ‫انقــاب القذافــي عــام 9691 ) مشــوارًا‬ ‫واعــدًا ومميــزًا ومغايــراً. فالصحافــة‬ ‫َّ‬ ‫الليبيــة كانــت متعــددة األصــوات‬ ‫ِّ‬ ‫واأللــوان. ففــي مدينــة مثــل بنغــازي‬ ‫كانــت هنــاك صحــف مثــل «الحقيقــة»،‬ ‫و«الـعـمـــل»، و«الزمــان»، و«بـرقـــة‬ ‫الجـــديدة»، و«الـرقـيــــب»، و«البـــشائر»‬ ‫و«جيــل»، و«رســالة» وكان المشــهد‬ ‫اإلعالمــي مرشــحا لمزيــد مــن التطــور لــوال‬ ‫َّ ً‬ ‫ُّ‬ ‫قيــام االنقــاب واختطافــه للوطــن.‬ ‫الخالصــة أن ثــورة الســابع عشــر‬ ‫مــن فبرايــر أتــت لتجــد إعالمــا رســميا‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫متهالــك ً، فــكان القــرار هــو منــح اإلعــام‬ ‫ا‬ ‫الحريــة الكاملــة ورفــع كل القيــود عنــه.‬ ‫وانطلــق اإلعــام الخــاص الــذي نــراه‬ ‫اليــوم والــذي كانــت أمامــه فرصــة ذهبيــة‬ ‫لــو َأحســن اســتغاللها لتحولــت قنواتــه‬ ‫َّ‬ ‫ْ َ َ‬ ‫إلــى ســاحات للحــوار والمعرفــة وتنميــة‬ ‫العقــول. لكــن لألســف تحــول اإلعــام‬ ‫َّ‬ ‫الخــاص إلــى إعــام تعبــوي أحــادي‬ ‫الرؤيــة». ولكــي نخــرج مــن هــذا النفــق‬ ‫إلــى أداء إعالمــي مضــيء يقتــرح د عطيــة‬ ‫بعــض المقترحــات، وفــي الوقــت نفســه‬ ‫يطــرح عــدة أســئلة مهمــة: عــاج هــذا‬ ‫المشــكل يتطلــب نقاش ـا عميق ـا وصريح ـا‬ ‫َّ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫مــن المثقفيــن ُّخــب، واالطــاع علــى‬ ‫والن َ‬ ‫تجــارب دول أخــرى فــي هــذا المضمــار‬ ‫واالســتفادة منهــا.‬ ‫91‬