aldoha magazine N 75 | Page 10

‫شهداء «ميدان التحرير» يعودون من جديد‬ ‫القاهرة – وحيد الطويلة‬ ‫قــررت الحكومــة المصريــة، نهايــة‬ ‫الســنة الماضيــة، بشــكل مفاجــئ، إقامــة‬ ‫نصــب تــذكاري فــي ميــدان التحريــر‬ ‫بالقاهــرة، تخليــدًا لذكــرى ضحايــا‬ ‫ثورتــي 52 يناير/كانــون الثانــي 1102،‬ ‫و03 يونيو/حزيــران 3102، وهــو نصب‬ ‫مــا إن تــم تدشــينه، مــن طــرف رئيــس‬ ‫َ َّ‬ ‫الــوزراء حــازم البيبــاوي، حتــى قــام‬ ‫ناشــطون بهدمــه أمــام أعيــن الســلطات.‬ ‫وقــام متظاهــرون بتحطيــم الجــزء‬ ‫الرخامــي مــن النصــب، المكتــوب عليــه‬ ‫اســم الرئيــس المؤّــت واســم رئيــس‬ ‫ق‬ ‫الــوزراء، ووضعــوا عليــه ملصقــات، كمــا‬ ‫قــام عــدد آخــر منهــم بكتابــة عبــارات:‬ ‫«يســقط كل مــن خــان.. عســكر وفلــول‬ ‫وإخــوان»، مــع وضــع عالمــات حمــراء‬ ‫علــى النصــب ترمــز إلــى الدمــاء.‬ ‫كان المشــروع نفســه قــد أثــار، منــذ‬ ‫ً‬ ‫اإلعــان عنــه، جــدال بيــن الكثيــر مــن‬ ‫المصرييــن، خاصــة فــي مواقــع التواصــل‬ ‫االجتماعــي، وذهــب البعــض إلــى أن هــذا‬ ‫النصــب ال ِّــل أولويــة للمصرييــن،‬ ‫يمث‬ ‫ً‬ ‫وكان علــى الحكومــة «أن تعمــل أوال علــى‬ ‫ُِ‬ ‫اســتعادة حقــوق الشــهداء الذيــن قتلــوا‬ ‫فــي تلــك األحــداث، فيمــا ســخر آخــرون‬ ‫مــن الحكومــة، واتهموهــا صراحــة‬ ‫َّ‬ ‫بــأن مــا تفعلــه إنمــا هــو تخليــد ضحايــا‬ ‫أفعالهــا!!‬ ‫لكــن يبــدو أن التاريــخ يعيــد نفســه‬ ‫َّــم‬ ‫وأن الحكومــة المصريــة لــم تتعل‬ ‫01‬ ‫الــدرس، فقــد قــررت، إعــادة بنــاء النصــب‬ ‫َّ‬ ‫التــذكاري لشــهداء الثــورة فــي ميــدان‬ ‫التحريــر، للمــرة الثانيــة.‬ ‫غيــر أن أبعــادًا أخــرى تقــف بالمرصــاد‬ ‫أمــام رغبــة الحكومــة فــي إعــادة بنــاء‬ ‫النصــب، وهــي األبعاد الفنيــة والجمالية،‬ ‫ففــي الوقــت الــذي حــول فيــه فّانــو‬ ‫ن‬ ‫َ َّ َ‬ ‫الثــورة شــارع محمــد محمــود إلــى لوحــة‬ ‫فنيــة تمتلــئ برســوم الغرافيتــي وص ــور‬ ‫الشــهداء منــذ ينايــر 1102 وحتــى اآلن،‬ ‫تجاهلــت الحكومــة كل تلــك الجهــود،‬ ‫ولجــأت إلــى مهندســي وعمــال محافظــة‬ ‫القاهــرة إلنجــاز النصــب دون العــودة‬ ‫ألي مــن الجهــات الفنيــة المعروفــة،‬ ‫ّ‬ ‫ممــا أثــار رد الفنــان محمــد عبلــة، ِّــل‬ ‫ممث‬ ‫ّ‬ ‫التشــكيليين بلجنــة الخمســين لتعديــل‬ ‫الدســتور المصــري، مؤكــدًا أن الحكومــة‬ ‫ِّ‬ ‫لــم تــراع البعــد الفنــي أو الجمالــي فــي‬ ‫ِ‬ ‫إنشــاء النصــب حتــى إنهــا لــم تطــرح األمــر‬ ‫علــى نقابــة التشــكيليين، ولــم تحتــرم‬ ‫وجــود فنانيــن يمكنهــم المســاهمة فــي‬ ‫هــذا العمــل وإنجــازه بجمــال وفــن يليقــان‬ ‫بالشــهداء.‬ ‫مــن جهتــه، أبــدى ســمير غريــب رئيــس‬ ‫جهــاز التنســيق الحضــاري، اعتراضــا‬ ‫ً‬ ‫مماثــا مؤكــدًا أنــه بالنســبة لمســابقة‬ ‫ً ِّ‬ ‫ميــدان التحريــر، فإنــه ظهــرت بعــد الثورة‬ ‫مبــادرات- علــى اســتحياء- لتخليــد ذكــرى‬ ‫الثــورة والتعبيــر عنهــا بشــكل حضــاري‬ ‫وفنــي، وأن جهــاز التنســيق الحضــاري‬ ‫التقــط الخيــط، واتصــل بالجهــات‬ ‫َّ‬ ‫المعنيــة وبالمتخصصيــن، وتكونــت‬ ‫ِّ‬ ‫َّ‬ ‫ّ‬ ‫مجموعــة ضمــت عــددًا مــن الفنانيــن‬ ‫َّ‬ ‫التشــكيليين والمهندســين المعمارييــن‬ ‫وجمعيــة المهندســين المصريــة ونقابــة‬ ‫المهندســين، وعــددًا مــن ائتالفــات شــباب‬ ‫المعمارييــن، وعــددًا مــن الجمعيــات‬ ‫األهليــة، وتــم عمــل مــا يشــبه ائتالفــا‬ ‫ً‬ ‫َ َّ‬ ‫بدايــة 1102، لصياغــة مســابقة إلعــادة‬ ‫تخطيــط وتصميــم ميــدان التحريــر‬ ‫وتخليــد ذكــرى ثــورة ينايــر، وعقــد جهــاز‬ ‫التنســيق الحضــاري عــدة اجتماعــات‬ ‫ّ‬ ‫انتهــت بصياغــة كراســة لمســابقة دوليــة‬ ‫إلعــادة تنســيق وتطويــر ميــدان التحريــر‬ ‫وتخليــد ذكــرى الثــورة وذكــرى الشــهداء،‬ ‫وأصبحــت جاهــزة منــذ 2102.‬ ‫غريــب أضــاف أن: «جهــاز التنســيق‬ ‫الحضــاري هــو الوحيــد فــي مصــر الــذي‬ ‫لديــه خبــرة إقامــة المســابقات الدوليــة،‬ ‫وأنــه ناقــش المســابقة التــي تــم إعدادهــا‬ ‫َ َّ‬ ‫مــع كل رؤســاء الــوزراء الذيــن تعاقبــوا‬ ‫فــي الســنوات األخيــرة علــى الحكومــة،‬ ‫وحتــى اآلن لــم تترجــم علــى أرض‬ ‫الواقــع. والمســتفز بعــد كل ذلــك هــو مــا‬ ‫ّ‬ ‫قامــت بــه محافظــة القاهــرة مــن تجاهــل‬ ‫ُ‬ ‫لــكل الجهــد، فأعلنــت عــن وضــع حجــر‬ ‫األســاس لمــا ســمي بالنصــب التــذكاري‬ ‫ُ ِّ َ‬ ‫دون إدراك بــأن ميــدان التحريــر أصبــح‬ ‫مــن أهــم المياديــن فــي العالــم، وال يمكــن‬ ‫أن يتــم تطويــره بهــذه الطريقــة التــي هــي‬ ‫ّ‬ ‫غيــر علميــة وغيــر فنيــة».‬ ‫مــن جانبهــا قالــت الدكتــورة ســهير‬ ‫حــواس، رئيســة اإلدارة المركزيــة‬ ‫لألبحــاث بجهــاز التنســيق الحضــاري،‬